(نساء مقيدات بين أسوار المنازل، محرومات من حقوقهن كزوجات وأمهات، يعشن الإهمال بمستوياته كافة من دون حسم لطبيعة العلاقة الزوجية من المعاشرة بالمعروف أو النفقة. فالمرأة لا تعرّف نفسها بالمتزوجة حيث الحرمان من حقوقها كزوجة، ولا بالمطلقة لتخرج من بيت الزوجية وتحظى بما تحظى به المطلقات من فك القيود).
تعاني بعض النساء من مشكلة اجتماعية كبيرة تعرف بالتعليق أو الهجران من قبل الزوج، الذي يترك المرأة ويرحل إلى حيث يشاء، أي أنه يرحل إلى حياة جديدة أو يرحل إلى سكن مستقل وفي كل الأحوال يهجر المرأة مع أبنائها لتبقى هي والصغار يكابدون الحياة، دون أن تستطيع الاستفادة من بعض الخدمات الحكومية مثل الحرمان من الاستفادة من الشؤون الاجتماعية ,إن معاناة المرأة المهجورة لا تقارن بمعاناة أي امرأة، وتعتبر من أكثر النساء تهميشاً وإذلالاً لكرامتها وحياتها، خاصة عند ما تطلب منها بعض الجهات الحكومية إثبات هجران زوجها أو تغيبه عنها مثل مكاتب الضمان الاجتماعي لكي تُدرج ضمن الفئات التي تُصرف لهن مساعدة شهرية لظروفها الصعبة، فتضطر هنا للجوء للمحكمة .
(لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )(227)
ما الحل ؟
وهل يجوز هجر المرأه شرعا ؟
والهجران هو : ترك الزوجة بدون معاشرة وبدون طلاق
الهجر هو عقوبة شرعية للمرأة العاصية أما غير العاصية فلا يجوز ظلمها وهجرها .
والظاهر من الروايات والأحاديث والقرآن الكريم أن من حق الزوج أن يهجر زوجته فقط أربعة أشهر وبعدها أما أن يصلح أو أن يطلق .
والزواج عقد شرعي قائم على شروط العدالة والمحبة والتفاهم وليس سجناً من قبل الزوج للزوجة أو العكس .
من أراد الزواج سجناً لإذلال المرأة وسجنها وحرمانها من حياتها فهذا إنسان لا يعرف دينه ولا يمتلك ضميراً أصلاً .
هي لا تريد رثاء ولا شفقة من أحد ، إنها فقط تريد تبليغ رسالتها لكل من تريد الزواج:
مع الأسف بعض الرجال يفقد إنسانيته تماما ويتناسى أن هذه المرأة بشر مثله لها حاجاتها كما للرجل , ومن حقها أن تلبي حاجاتها الروحية عن طريق الشريعة وعلى ضوء كتاب الله وسنة رسوله .
وأنت أيها الرجل لقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء (استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه..) هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيراً ,وأن يحسنوا إليهن وأن لا يضربوهن, وأن يعطوهن حقوقهن .
فهل هذه وصية نبينا لك أيها الرجل؟؟!! فكم من زوجة قد ظلمت ، وكم من امرأة انتزع حقها في حضانة أبنائها ، وكم من زوجة تركت معلقه ولا يعلم بمدى معاناتها غير الله .
وتعزى هذه مشكلة الهجر والتعليق إلى أن بعض الرجال الذين تربوا في بيئة مسيطرة اجتماعياً , يجعلون التعليق وسيلة للانتقام من نساء لا يريدون العيش معهم , وقد يبقين أعواماً محرومات من حقهن ، مما يترتب عليه الحرمان الجنسي وغيره من أنواع الحرمان ، وهو نوع من الاستعباد الذي لا يرضي الله.
ولذلك ولأن ثقافة المجتمع يمكن أن تشذ عن الرأي الصحيح أرسل الله الرسل والكتب السماوية التي تضع القوانين العامة (ولا تذروها كالمعلقة) ودعى ذوي العقول إلى وضع الأنظمة التي تكفل منع الاستبداد والاستعباد.
واشارت الدكتورة / لطيفة بنت عبدالعزيز العبداللطيف في تحقيق مجلة الرياض
"إن حرص المرأة على أسرتها يجعلها تتحمل عنف الرجل وإيذاءه لها، حفاظاً على سمعة وخصوصية أسرتها وحمايتهم من الانحرافات السلوكية، إلى جانب خوف المرأة لعدم وجود موارد مالية أو بديلة أمامها؛ فتنقص المهارات لديها، كما أن عدم حصولها على شهادات علمية لا يمكّنها من العمل والحصول على دخل مستقل، مما يجبرها على البقاء مع زوجها وتحمل عنفه والصبر على إيذائه، مؤكدة على رغبة المرأة في عدم ترك الأبناء وحدهم مع والدهم المرتكب للعنف، والخوف المستقبل المجهول، مما يضطرها إلى الصبر في سبيل حماية أبنائها.
وأشارت إلى أن مراعاة اعتبارات القرابة والحفاظ على وحدة العائلة أمر هام، فهو يجبر المرأة على التعايش مع العنف والاستمرار في الحياة الأسرية، خاصة إذا كان الزوج أحد أقاربها، موضحة أن المرأة قد تستطيع تعديل سلوك زوجها؛ فتتحمل وتصبر على أمل أن يتغير وتتحسن طباعه فتستسلم للعنف والإيذاء.
إن حرص المرأة على أسرتها يجعلها تتحمل عنف الرجل وإيذاءه لها، حفاظاً على سمعة وخصوصية أسرتها وحمايتهم من الانحرافات السلوكية، إلى جانب خوف المرأة لعدم وجود موارد مالية أو بديلة أمامها؛ فتنقص المهارات لديها، كما أن عدم حصولها على شهادات علمية لا يمكّنها من العمل والحصول على دخل مستقل، مما يجبرها على البقاء مع زوجها وتحمل عنفه والصبر على إيذائه، مؤكدة على رغبة المرأة في عدم ترك الأبناء وحدهم مع والدهم المرتكب للعنف، والخوف المستقبل المجهول، مما يضطرها إلى الصبر في سبيل حماية أبنائها.
وأشارت إلى أن مراعاة اعتبارات القرابة والحفاظ على وحدة العائلة أمر هام، فهو يجبر المرأة على التعايش مع العنف والاستمرار في الحياة الأسرية، خاصة إذا كان الزوج أحد أقاربها، موضحة أن المرأة قد تستطيع تعديل سلوك زوجها؛ فتتحمل وتصبر على أمل أن يتغير وتتحسن طباعه فتستسلم للعنف والإيذاء".
وفي قضية المعلقة قصرت الأنظمة (ولأسباب تتعلق بثقافة المجتمع وليس لأسباب دينية) عن ردع من يعلق زوجته وأباحت له تركها وحيدة تعاني كل أنواع الحرمان والاضطهاد، وفي النهاية يطلب من المعلقة أن تعود إلى جلادها، أو أن تواجه قدرها الذي يرغمها على النوم وحيدة في الفراش أو الوقوع في الحرام.
الحلول :
يجب على المتخصصين في القضاء وضع الأنظمة التي تكفل البت في قضايا المعلقات من دون تأخير وألا يسمح للقاضي تأجيل قضية أي المعلقة أكثر من ستة أشهر وعندها عليه الحكم سواء حضر الزوج أو لم يحضر كل ما نرجوه هو مراعاة الإنسانية للنساء المعلقات..
حين يجوع الإنسان سيمد يده ليأكل.. وحين يعطش سيحمل أول كأس ماء ويشربه ربما دون أن يستأذن.. بمعنى.. أن هناك أمور ينفذ الصبر عليها أحيانا.. وربما دائما.. فماذا تفعل من تحتاج حقها الشرعي في المعاشرة.. غير الجواب بـ: الصبر أو الجواب بـ: الحرام (في أسوأ تقدير)..؟!!! اعتقد أن وجود خيارين فقط أحلاهما مر.. مصيبة بحد ذاتها..والمصيبة الأكبر أن الله سبحانه وتعالى قال بصريح العبارة.. ولا تذروها كالمعلقة.. و(لا) هنا أمر بالنهي..فلماذا في مجتمعنا وأفراده ولجانه ومؤسساته يذرونها معلقة ؟,منقول من مركز خدمات الجمعية الالكترونية للطلاق في المملكة العربية السعودية /المعلقات والحرمان الجنسي .
ولابد من تشجيع المؤسسات الدينية والمدنية على أداء دور فعال يساهم في معالجة المشاكل الأسرية، وعدم هضم حقوق المرأة، وإدخال مادة التربية السلوكية والحقوق الزوجية في المناهج الدراسية، إلى جانب العمل على منح المرأة حقها الاجتماعي والثقافي والتأكيد على أهميتها في حقوقها المالية والقانونية.
ولابد من إنشاء محاكم أسرية متخصصة في المشاكل الزوجية، والمحافظة على الخصوصية الأسرية، وإنشاء لجان ومؤسسات للإرشاد الأسري وإصلاح ذات البين.
و تتوفر في الدولتنا هذه المحاكم المتخصصة في المشاكل الزوجية ولكنها لا تزال تعاني من اجراءات التاخير .
ونرجو من الله تعالى ان يسخر لهن سبل الخير والنصره بفضل الله ثم بفضل ولاة الأمر .