المنتدى 14 فبراير , 2016 عائشة عيسى الزعابي وبه نستعين .. العاقبة لهذا الدين الخير كل الخير في اتباع هدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، والشر كل الشر في الابتعاد عن نهجه وطريقه، خطط للحياة بأسرها نهجاً لا يضل به أحد ولا يشقى، يصلح لإدارة وعمارة الكون حتى النهاية، كيف لا؟ وهو القريب من ربه، الحبيب والرفيق، لذا فهو بلا شك ينقل لنا أسلوب الحياة الصحيحة والصالحة لكل زمان ومكان. لذا فعهد النبوة كان أفضل عهد في الخليقة وأطهرها بلا منازع، وذلك لوجود كثير من القيم الأخلاقية والإنسانية، مجتمع تعمه المحبة، وتسوده الرحمة، ويحيطه الأمان لأن أساسه العدل وقوامه العمل بإخلاص. القيمة المادية في ذلك العصر كانت فقط زاداً دنيوياً ومطلباً وليست غاية يتقرب بها إلى الله ببذل كل ما يحبه الله في سبيل رفع راية التوحيد عالياً .. القيمة الفردية كانت سواسية، والمقياس هو بما لدى المرء من علم في الكتاب والسنة والعمل الصالح، قلوبهم متحابة ومتآلفة يتفقدون بعضهم بعضاً، ويقفون مع بعضهم البعض وقت الحاجة، نياتهم صافية، ويجدون الأعذار لبعضهم لذلك كانوا عمالقة. ولهذا كانوا أصحاب الرسول لأنهم أطهر قلباً وأقوى بنية جسدية وعقلية، ليكونوا سفراء قادرين على نشر ما استحفظوا به من الدعوة الخاصة والعامة للإسلام، والتي تقوم على استقطاب الخلق من البشر لهذا الدين العظيم. لذا فالدين الإسلامي عظيم، وقائده النبي محمد بن عبدالله أعظم بني البشر على الأرض قاطبة، وصحبه هم عظماء خالدون ما دامت الحياة مستمرة. والعاقبة لهذا الدين بلا منازع لقول الله تعالى (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم * وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِيِنَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً). ِقال ابن كثير «هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض، أي أئمة الناس والولاة عليهم وبهم تصلح البلاد وتخضع لهم العباد وليبدلنهم من بعد خوفهم من الناس أمناً وحكماً منهم». ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها»، فها نحن نتقلب فيما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله. لذا فإن ما نراه من فتن تدك حصون الإسلام وتشرد أهله وتزعزع أمنه ما هو إلا نذير وإنذار بأن هؤلاء المستضعفين من المسلمين هم في امتحان من الله ليختبر مدى صبرهم وثباتهم وقوتهم، ثم يبدأ التمكين والنصر من جديد، وليبدلهم من بعد ضعفهم وخوفهم الأمن والقوة والنصر بإذن الله. وهذا النصر والوعد مقترن بالتبديل والتغيير بما في نفوسهم من ضعف في العقيدة ونقص في الإيمان، فمتى ارتفعت تلك الإيمانيات وارتقت الأخلاق وأسست العقيدة الصحيحة في النفوس بالابتعاد عن كل ما يشوبها من عوالق شركية في العمل أو اللفظ أو النية، تكُن النتيجة هي التمكين للإسلام. أسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعز أمة محمد في جميع بقاع الأرض لتعود هي القائدة فوق كل قائد.