المنتدى
11 فبراير , 2016
عائشة عيسى الزعابي
فاستغفروه إنه كان غفاراً
أستهل كلماتي بالثناء على الله تعالى الخالق المبدع في خلقه، العظيم في قدرته، الجبار في انتقامه من المجرمين .. الجاعل للمغفرة أبواباً للتائبين والعائدين.
والاستغفار باب عظيم أشار إليه الشرع في الكتاب والسنة، حيث يدل على رحمة الله بعباده، الرحمة المطلقة المتناهية في حديث قدسي (قال تعالى: ورحمتي سبقت غضبي) وهذا الحديث إنما يدل على أنه تعالى يحب خلقه كل الخلق بلا استثناء.
فكلنا نعلم عن قصة فرعون وموسى حيث أمر الله تعالى نبيه موسى أن يدعو فرعون بالقول اللين وبالكلمة الطيبة لعله يؤوب إلى رشده، ويعود إلى صوابه، وقد أمهله الله طويلاً، وأراه موسى آيات الله التي هي معجزاته من رب العالمين كي يتفكر ويتدبر ويعود، ولكنه أبى حتى آخر حياته.
لذا فالله تعالى هو الرحيم بالغ الرحمة، الغفور بالغ المغفرة، يمد يديه بالليل ليتوب مسيء النهار، ويمدها نهاراً ليتوب مسيء الليل. وقد أرشدنا في صور متعددة إلى كيفية الاستغفار وسهولته على اللسان، وأنه يجلو ما علق بالقلب، ويزيل صدأه ويبعد بريقه.
وربنا هو رب ومعبود جميع الخلائق .. نباتها وحيوانها وإنسها وجنها، سخر جميع المخلوقات لخدمة الإنسان، وجعله في أكمل صورة وأحسن تقويم.
جعل سعادته بالقرب من رضاه، وجعل سخطه بالابتعاد عن تعاليمه، لأنه وحده الذي يعلم ما ينفعه وما يضره، قال تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) الملك: 14.
لذا فالاستغفار هو نعمة من الله للعودة والإنابة لعلم الله المسبق بوقوع البشر في الأخطاء صغيرها وكبيرها، وهي رحمة منه لخلقه .. فسبحانه من دل وأرشد وعلم وأبدع، ورحم واسترحم وغفر واستغفر.
قال تعالى (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً. يرسل السماء عليكم مدراراً. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً).
لذا فإن الاستغفار سبب للمغفرة من الذنوب، سبب لنزول المطر والرحمة، سبب للرزق والبركة في المال والولد، وسبب لدخول الجنة وحصول نعيمها، فأي رحمة هذه، وأي مغفرة وسعت الخلق من الخالق.
عائشة عيسى الزعابي