فضل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن سائر الانبياء
مبحث فضل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن سائر الانبياء
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : وقوله تعالى : ( وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ )
أشار في مواضع أخر إلى أن منهم محمداً صلى الله عليه وسلم كقوله : ( عسى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ) الإسراء/79 ، و قوله : ( وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ ) سبأ/28 ، الآية ، وقوله ( إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) الأعراف/158 ، وقوله ( تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) الفرقان/1 .
لا خلاف بين العلماء في تفضيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سائر إخوانه الأنبياء عليهم السلام ، وقد جاء ذلك موضَّحاً في الأدلة الشرعية من الكتاب والسنَّة ، ومن ذلك :
1- له صلى الله عليه وسلم المقام المحمود يوم القيامة
قال الله تعالى : ( وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) الإسراء/79 .
وهو الشفاعة يوم القيامة للفصل بين الخلائق ، وذلك بعد أن تطول مدة الحشر ، ويصيب الناس ما يصيبهم ، فيذهب الناس للأنبياء ، وكلٌّ يعتذر عن الشفاعة لهم ، حتى تصل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فيذهب إلى ربه فيخر ساجداً ، ويطلب الشفاعة للناس فيعطاها ، وسمي بـ " المقام المحمود " لأنّ جميع الخلائق يحمدون محمَّداً صلى الله عليه وسلم على ذلك المقام ؛ لأنّ شفاعته كانت سبباً في رفع معاناتهم من طول المحشر .
عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ : ( إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا ، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ : يَا فُلانُ اشْفَعْ ، يَا فُلانُ اشْفَعْ ، حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ ) رواه البخاري ( 4441 ) .
2 - جوامع الكلم ، والنصر بالرعب ، وحل الغنائم ، وجعل الأرض مسجداً وطهوراً ، وختم النبيين به ، والشفاعة .
قال الله تعالى : ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) الأحزاب/40 .
وقال تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) الفرقان/1 .
عَنْ جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي : نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ ، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ) رواه البخاري ( 427 ) ومسلم (421) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ : أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا ، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً ، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ) . رواه مسلم ( 523 ) .
3- أنه صلى الله عليه وسلم أول من يجوز الصراط من الرسل .
روى البخاري ( 773 ) من حديث أبي هريرة الطويل ، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم :
( ... فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِن الرُّسل بِأُمَّتِهِ ) .
4- أنه أول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفَّع
عَن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ) . رواه مسلم ( 2278 ) .
5- غفر الله تعالى له صلى الله عليه وسلم ذنبه كلَّه ما تقدَّم منه وما تأخر
قال الله تعالى : ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا . لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ) الفتح/1،2 .
6- النداء بالنبوة والرسالة
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) الأحزاب/45 .
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة/67 .
وأما إخوانه الأنبياء عليهم السلام فنودوا بأسمائهم المجردة .
7- أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهدي الأنبياء عليهم السلام .
قال الله تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام/90 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
أي: امش أيها الرسول الكريم خلف هؤلاء الأنبياء الأخيار ، واتبع ملتهم ، وقد امتثل صلى الله عليه وسلم ، فاهتدى بهدي الرسل قبله ، وجمع كل كمال فيهم ، فاجتمعت لديه فضائل وخصائص ، فاق بها جميع العالمين ، وكان سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .
وبهذا الملحظ استدل بهذه من استدل من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل كلهم . " تفسير السعدي " ( ص 263 ) .
ونجمل هنا مجموعة نقاط تتعلق بفضله صلوات الله وسلامه عليه :
- اخر الانبياء
- واجب اتباعه
- اتمم الدين
- يعلم الناس الكتاب والحكمة
- شفيع لامته
- لا يتحقق ايمان الفرد الا بطاعته
- قرن الله بطاعته مع النبي صلى الله عليه وسلم ( افراد العبادة لله وافراد المتابعة للنبي )
- الفتنه في مخالفته صلى الله عليه وسلم
- من حاد الرسول اذله الله
- من رغب عن سنتي فليس مني
- لا يعبد الله الا بما شرع عن النبي صلى الله عليه وسلم
- حبه من اعظم واجبات الدين ومحبته على جميع الخلق حتى من نفسه , ولا ينال حلاوة الايمان الا بذلك .
- المحبة الصادقة تظهر بالمتابعة
- يحشر معه في الاخرة الذي يحبه والمرء يحشر مع من احب
- ومن اعظم من عرف قدره صحابته رضوان الله عليهم , وقيل عنهم ( والله ما رايت امة قط تعظم ملوكها ما يعظم اصحاب محمد محمدا )
- من عرف سيرته صلى الله عليه وسلم لم يملك الا ان يجله وقد قيل عن هرقل انه قال ( لو كنت عنده لغسلت قدميه ) طلبا للبركه ,.
- لا يعارض قوله بقياس
- انزاله بالمنزلة التي خصها له الله
- احبه الله وامرنا بحبه وتصديقه وايده وعزه وامرنا بالذود عنه
- من ابغض النبي صلى الله عليه وسلم او هديه خذله الله
منقول