تقول فتاة ( ...... ) تقص معاناتها
أنا أختكم من ذوي الاحتياجات الخاصة متزوجة منذ سنوات وهو من عائلتي وكنت الزوجة الثانية .......
تزوجت لأسباب عديدة أهمها إيجاد شريك لمواصلة حياتي فالزواج برأيي أمان نفسي واجتماعي وسلوكي , حينما تقدم إلي زوجي كنت في غاية الفرح لأنني وجدت ضالتي التي انشد لها زوج يصونني ويحميني ويتحمل مسؤوليتي ويتحدى العالم لأجلي .
ومع الأيام ولهذا المبدأ الذي كنت أحارب من اجله وجدت نفسي غارقة في مسؤوليات جديدة ومخاوف وعدم أمان بسبب زوجي الذي لا يتحملني فكنت وحدي أنجز مهماتي الحياتية ولكونه من جنسية أخرى خليجية ويذهب إلى زوجته الأخرى هناك مما افتقد وجوده معي فأرهقني هذا الحال وأجهد تفكيري , وتزايدت الخلافات الزوجية بيني وبينه لم اهنأ معه ولم يحقق لي أمنياتي التي كنت أتمناها وفي شريك الزوجية , ولكنني قررت أن أواصل الحياة بأمل ربما يتحسن بي الحال .
ومع الأيام انتابني حالة غريبة من الانفعالات والتغيرات الفسيولوجية حتى تأكدت باني حامل .
آه يا له من حلم جميل , الأمومة في نظري شيء كبير تنجزه المرأة أيا كانت هذه المرأة , إنها معجزة عظيمة حينما يخرج من أحشائها جنين بشري حتى أن جميع ألامها تختفي حينما تجد تعبها ذو نتيجة وترى مولودها بين يديها.
وتمر الأيام بطيئة وكل يوم أترقب اليوم التالي في انتظار وترقب لحملي الأول , بالطبع زوجي كان سلبيا معي لم يكن يهتم بهذا الطفل ولم يترقبه مثلي , ولكنني كضمت غيضي وأخفيت ضيقي فكنت أحاول أن يشاركني فرحتي الصغيرة وابتسامتي في محياي وكأنها تعلن الهدنة بيني وبينه .
نعم أريد حياتنا هادئة لا مشاكل ولا مشادات حتى يكون جنيني ذا نفسية طيبة , ابتعد عن مضايقاته وارفض سلبيته لأدخله معي في عالمي الجديد الذي صنعته لترقب هذا الجنين .
أواه يا طفلي العزيز كم اشتاق إليك ! أواه أيها الحبيب لم اعرف جنسك حتى ألان لن اسألهم لأنني أريدك مفاجئة .
أترقب ذلك اليوم الذي سأحملك على صدري لتختلط دقات قلبك دقات قلبي , لأشعر إننا روحين لا تنفصل فهو جزء مني , وما أعذب كلمة ماما حينما يناديني صغيري أو صغيرتي أيا كان جنسه فهو حبي الكبير .
فكنت أتخيله وهو يحبو أو يحاول الوقوف على قدميه أو يجري هنا وهناك , سيكون بأذن الله سليما وسيستخدم قدميه لن يكون مثلي !!
وتمضي الأشهر والترقب الممل لمواعيد المستشفى وتناول عقاقير الدواء فهذا لفيتامينات الجسم خاصة الحديد والبوتاسيوم وذاك حبوب للعظام والكالسيوم وغيرها من الأدوية التي تخص الحوامل .
وفي كل مرة أرى نساء بجنسيات متعددة كلهن يتمايلن وبطونهن أمامهن بإحجام مختلفة تجعلني اضحك في داخلي ولكن بطني لم يبرز كثيرا حتى الآن , أو لكوني على الكرسي المتحرك لم تكن ملامحه واضحة للعيان , ولكن ذلك لا يهم ! إن ما يهمني هو طفلي .
أتخيله بكل صورة تناسبني حيث يقوم بمساعدتي وخدمتي و..............................
يا حبي لطفلي الصغير هل سألمس جلده الرقيق ولكن كيف سأعتني به ؟
لا يهم سيساعدني الله بعنايته وسأقوم بمساعدة الخادمة في تغسيله وتغير ملابسه , فأمي قد رحلت منذ سنوات طويلة, وتبعها والدي رحمهما الله فعشت وحيدة طوال سنوات مضت ولكنني الآن سيكون صغيري هو وحده سيملأ عالمي الصغير بكل حيوية ونشاط , سأعتني به ويعتني بي , سيشغل حياتي ضجيجا وصخبا .
ساحبه بإذن الله ويحبني , هكذا تتدافع بي التخيلات والصور وأنا في حالة انتظار بفارغ صبر واقتربت الأشهر الأخيرة وحان موعد ولادتي وأنا أترقبها بكل انفعال .
آه حان موعد ولادتي وبكل لحظة الم لا استطيع وصفها لكم , وبكل دمعة سقطت تذكرت آمي وأنا اردد رحمك الله يا أمي كل هذا الألم تحملته من اجلي .
وازداد الم المخاض كان كل زفرة ازفرها كأنها طلقة مؤلمة , اشعر بان أحشائي تتقطع ألآمي تتضاعف ولست ادري متى تنتهي هذه العاصفة , جاءتني الممرضة لتقوم بفحصي ووضع أداة تخطيط ضربات القلب وأجهزة الضغط .
كل ذلك كان بمنتهى البرود من الممرضة وهي تقول لازلت في البداية لا تنفعلي كثيرا سأتركك قليلا لأذهب إلى أخرى , وتختفي عني لأبقى لحظات مؤلمة وحدي , تارة أتأوه وأخرى اصرخ لتوالي ضربات الجنين ,ثم أنادي بصوتي الضعيف على تلك الممرضة الباردة التي ذهبت ولم تعد !
أكاد اجزم إنها كانت تتعمد التأخير والمماطلة في مساعدتي , لم يكن معي احد سوى الله كنت في حالة يرثى لها لم اعلم ما يحصل لي حينما أتت بكل برود لتمسح عني قطرات الدم النازفة عقب ولادتي لصغيري دون ان اشعر به..........
نعم فقد خرج الجنين من بين قدمي ليسقط على الأرض دون ان تتلقفه أيدي الممرضات فيسقط دون حراك , ليموت وتموت معه أحلامي .
أواه ما بوسعي ان افعل ؟ لم اشعر بخروجه وذلك لكون أطرافي السفلى مشلولة لا اشعر بها
لقد انتهى كل شيء بالنسبة لي وانتهت لحظات الانتظار .