بناتنا والمسلسلات الهابطة
تخبرني أغلب الأمهات أن بناتهن مدمنات على مشاهدة هذه المسلسلات الهابطة والتافهة وعدم قدرتهن على إقناع بناتهن برداءتها فهي تحوي أفكاراً فاسدة ومدمرة ويُعلن عن فشلهن الذريع!
وأقول إن النصيحة والوعظ قد لا ينفع في كثير من الأحيان لكن هناك أسلوب آخر أتبعه أنا شخصياً مع بناتي وهو أن أعلّم ابنتي أو ابني النقد، أترك ابنتي تشاهد المسلسل لا كمتلقية بل كناقدة فمثلاً حينما تشاهد في المسلسل فتاة تخرج مع الشاب في موعد غرام أحفز في ذهنها الأسئلة الكثيرة لنصل في النهاية إلى نتيجة مفادها أن الفتاة هذه قد دمرت نفسها، فخروجها من بيت أهلها بكذبة، تكتمها على هذا المشوار لأنها تدرك أنه فعل مستهجن وقبيح ومحرم، هدف الشاب من هذه العلاقة؟ هل يحبها وكيف هو الحب الصادق؟ أسئلة كثيرة تجعل المسلسل وكأنه كتاب مفتوح.
إن المشكلة ليست في مشاهدة هذه البرامج بل امتصاصها وتلقيها بشكل ساذج والتطبع بقيمها، لكن عندما تتعلم البنت أو الابن نقد وتقييم كل مشهد فإنه بذلك يتكون لديه حارس يقف على بوابة عقله يدخل الفكرة الجيدة ويطرح الفكرة الرديئة، وهذه تجربة شخصية نجحت فيها مع أولادي حتى أنهم يتناقشون فيما بينهم إذا استفزتهم فكرة ما.