بالطبع فالانسان في حياته اليومية يخضع الى ضغوط ممن حوله , ومنه لابد من ترتيب اولويات يجب ان يقدمها عن كل ما يحيط به من مؤثرات حياتية والتي تعود اليه بالنفع :
1_ العبادة
إن مفهوم العبادة في الإسلام أعم وأشمل مما يعتقده كثير من الناس، من مجرد الصلاة والزكاة والصيام والحج فقط، ولكن العبادة التي خلقنا الله من أجلها هي تعظيم الله عز وجل والخضوع والتذلل له وإفراده بالطاعة المطلقة، فإذا جاء أمره سبحانه يجب أن يسقط من حسابنا كل أمر عدا أمره عز وجل.
وقد عرف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله العبادة تعريفا ينم عن استقراء لكافة النصوص في ذلك حيث قال: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة : فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضاء بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف لعذابه وأمثال ذلك هي من العبادات لله.[2]
ولا يتحقق معنى العبودية التي خلقنا الله لأجلها إلا بركنين عظيمين وركيزتين أساسيتين هما غاية المحبة مع غاية الذل والخضوع لله عز وجل.
2_ العلم والتعلم
اطلبوا العلم؛ فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة، اطلبوا العلم فإنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة، قال الله عزَّ وجل: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11]، اطلبوا العلم فإنه ميراث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام «إن الأنبياء لم يورّثوا درهمًا ولا دينارًا وإنما ورّثوا العلم»(2) قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إنّا معشر الأنبياء لا نورث»(3) إنهم «ورثوا العلم فمَن أخذه فقد أخذ بحظٍّ وافر من ميراثهم»(4).
إن الإنسان ليفتخر إذا مَنَّ الله عليه بعلم أن يكون وارثًا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ إن العلم أفضل من المال وأعظم أجرًا وأدوم فائدة؛ إن المال لا بُدَّ أن يفنى، فلو قدّرنا أن رجلاً أوقف عمائر لينتفع بها الفقراء فإن هذه العمائر سوف تفنى عن قريب أو بعيد ولكنّ العلم الموروث سوف يبقي مادام الناس ينتفعون به، وانظروا إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - الرجل الذي كان فقيرًا في أول إسلامه، انظروا إليه ماذا ورّث للأمة الإسلامية من الأحاديث التي ورِثها عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، واضربوا مثلاً بخليفة كان في زمنه وكان قد أوقف أموالاً كثيرة ولكنّ الأموال فنِيت ولم ينتفع الناس بها بعد ذلك، أما علم أبي هريرة فإنه يُتلى في المساجد والبيوت في كل زمان ومكان، وبهذا يُعرف الفرق العظيم بين ميراث العلْم وميراث المال، ولقد قال النبي صلوات الله وسلامه عليه:«إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له»(5) .
اطلبوا العلم ليكن لكم لسان صدق في الآخرين؛ لأن آثار العلْم تبقى بعد فناء أهله، فالعلماء الربَّانيون لم تزل آثارهم محمودة وطريقتهم مأثورة وسعيهم مشكورًا وذكرهم مرفوعًا، إن ذُكروا في المجالس امتلأت المجالس بالثناء عليهم والدعاء لهم، وإن ذُكرت الأعمال الصالحة والآداب العالية كانوا قدْوة الناس فيها، يقول الله تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾[الأنعام: 122]، فالعالِم إذا مات أحياه الله تعالى بذكْره وبالنور الذي يمشي الناس عليه فيه بعد مماته .
اطلبوا العلم لترفعوا به الجهل عن أنفسكم؛ فإن الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون، جعل لكم السمع لتسمعوا ما يُتلى من كتاب الله، والأبصار لتروا ما ترونه من آيات الله، والأفئدة لتعقِلوا ما سمعتم وأبصرتم من آيات الله، فاشكروا الله - عزَّ وجل - على هذه النّعَم واستعملوها فيما يرضي الله عزَّ وجل .
اطلبوا العلْم لترفعوا به الجهل عن عباد الله فتنشروا العلم بين الخلق؛ فإن على أهل العلم حق تبليغه، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «بلِّغوا عنِّي ولو آية»(6) وقال: «ليبلّغ الشاهدُ منكم الغائب»(7) فالناس مُحتاجون إلى العلماء أشد من احتياجهم إلى الطعام والشراب والنكاح؛ لأن العلماء هم الذين يدلّونهم على شريعة الله ولا حياة للإنسان إلا بالقيام بشريعة الله، وعلى العلماء أن ينشروا العلم بشتى الوسائل: إما في المجالس وإما في الكتابة وإما في المواعظ في المساجد وطُرق نشر العلم كثيرة معلومة .
ومن بركة العالِم: أنه إذا جلس مجلسًا ولو غير مجلس علم يفتح باب التعلّم للحاضرين إما بأن يلقي عليهم مسألة يبحثوا فيها في مجلسه حتى يبيِّن لهم الحق فيها ولاسيما في المسائل التي يكثر ورودها بين الناس، وإما بأن يتفضّل أحدُ الجالسين بالسؤال حتى يفتح باب المسألة للحاضرين فإن السائل إذا سأل العالِم عن مسألة وأعلمه بالحق كان هو المعلّم؛ أعني: السائل؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمّا سأله جبريل عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأشراطها قال:«هذا جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم»(8) .
اطلبوا العلم لتحفظوا به شريعة الله؛ فإن الشريعة الإسلامية تُحفظ بشيئين، أحدهما: الكتابة والحفظ في الصدور وهو العلم، والثاني: العمل بذلك؛ لأن الإنسان متى عمل بِمَا علم صار العلم ثابتًا في نفسه وثابتًا في نفس مَن شاهده .
3_ العلاقات الاسرية في حياة الفرد
الأسرة هي المؤسسة الأولى المسئولة عن التنشئة الاجتماعية للأطفال , ويرجع ذلك إلى أن وسائل الأسرة في تحقيق الأمن
يتوقع الناشئة ذكورا وإناثا أن تقوم الأسرة بإشباع حاجاتهم الجسمية و النفسية ، والاجتماعية ، والدينية والعقلية ، فهم في حاجة إلى الرعاية الأبوية التي توفر لهم الحماية والأمن وتجنبهم الأضرار الجسمية ، كما يحتاجون إلى التأييد والتشجيع الذي يحقق نموهم الذاتي والاجتماعي ، فهم يمرون في الأسرة بالخبرات الخاصة بأسلوب الحياة الذي يهيئهم للقيام بدورهم الإيجابي في شئونهم ، والإشباع لحاجاتهم، وحاجات الآخرين ، فيكتسبون المعلومات والمعارف الأولية عن العالم، وعن الناس الذين يعيشون من حوله ، وبالتالي يشاركون في حياة الأسرة. بممارسة اتخاذ القرارات، وتنمية المهارات، والاستفادة من أساليب التصرف، والسلوك في المواقف المختلفة .
الأسرة وتحقيق الأمن النفسي والجسدي للناشئة
تعد الأسرة هي المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الطفولة الناشئة ورعايتها وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها، وفي ظلها تتلقى مشاعر الحب والرحمة والتكافل، وتنطبع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة، وعلى هدي الأسرة وتوجيهها تتفتح ، وتفسر معنى الحياة الإنسانية وأهدافها، وتعرف كيف تتعامل مع الأحياء.
فالأسرة تعنى بولاية الطفل ورعايته، وتتعهده بما يغذيه وينميه ويؤدبه، ويحافظ على سلامته وأمنه من جميع الأخطار التي يمكن أن تحدق به ،
إن الحفاظ على الطفل في صغره من كل أنواع المخاوف التي تسبب له الأذى كالهوام، والسقوط، والأدوات الحادة والجارحة، والنار وغيرها، من وظائف الأسرة نحوه، فالأبوان مسئولان عن حفظه والمحافظة عليه ماديا ومعنويا ، ومن ذلك الاهتمام بالعقبات التي تعترض سبيله، ومن أهمها الخوف الذي هو غريزة فطرية في الإنسان فلا بد من وجود الخوف باعتدال فيه، حتى تكون حياته آمنة ، لأن الطفل الذي لا يخاف أبدا لا بد أنه مصاب بانحراف في نفسه، فالخوف ضروري لبناء شخصية الطفل ووقايته من الحوادث ، والتعرض للمخاطر، كالابتعاد عن النار والآلات الجارحة ، والأدوات الكهربائية وغيرها .
ومن مهام الأسرة تدريب الطفل على الخوف من الله تعالى،وتعليمه أن الضر والنفع لا يأتي إلا من الله ، وإن أتى من غيره فيكون بتقدير من الله تعالى وبإذن منه . فتدربه الأسرة على العلاقة بينه وبين ربه ، وتخبره أن الله معه إن أحسن في عمله وحسّن خلقه مع الآخرين ، فالله يكافئه بالحسنات ويرفعه الدرجات العليا، وتغرس فيه المعية الإلهية، والحفظ الرباني له ، وإن أحس بخوف علّمه والداه الأدعية والأذكار التي تزيل عنه ذلك الخوف، وبذلك يرتبط بالإسلام منذ نعومة أظفاره ، ومن واجبات الأبوين نحو أطفالهما رعايتهم باستمرار، والاهتمام بطعامهم وشرابهم وألعابهم، وتوجيههم إلى ما يفيدهم من الألعاب دون إكراههم على شيء معين منها، لأنه بقليل من التوجيه يمكن أن يكون اللعب وسيلة ناجحة لغرس بعض الصفات الخلقية والسلوكية الهامة في الأطفال ذكورا كانوا أو إناثا .
إن الطفل بأمس الحاجة في العامين الأولين من حياته إلى الغذاء عن طريق الرضاع الذي ينمي لحمه وينشذ عظمه، والأب هو المسئول الأول عن الطفل ومرضعته سواء كانت أمه أو غيرها ولا يمكن أن يتحقق الأمن الافي ظل عقيدة صحيحة تتفق مع فطرة الإنسان التي فطر عليها ، ولا تتمثل تلك العقيدة إلا في التي أنزلها الخالق إلى الخلق .
ويأتي أهمية دور الأسرة في غرس العقيدة الإسلامية في نفوس أفرادها ، بل ينبغي أن تعنى بتقديم التربية الإيمانية على غيرها لأن الدين : ( له أثره الواضح على النمو النفسي والصحة النفسية ، والعقيدة حين تتغلغل في النفس تدفعها إلى سلوك إيجابي ، والدين يساعد الفرد على الاستقرار ، والإيمان يؤدي إلى الأمان ، وينير الطريق أمام الفرد في طفولته ، عبر مراهقته إلى رشده ، ثم شيخوخته ) .
إن غرس العقيدة في نفوس الناشئة يكون بوسائل عدة منها : تلقينه كلمة ا كما كان السلف يعلمون أولادهم في أول حياتهم كلمة التوحيد ومنها تعليمه القرآن الكريم . لأنه أصل الدين وأساسه وفي حفظه أو حفظ جزء منه حفظ له ، فينشأون على الفطرة ، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة كما يعلمهم السيرة النبوية ، والمغازي ، وسير الصحابة والتابعين ، وحكايات الأبرار وقصص الصالحين .
كما على المربي أن يعلم ناشئته أصول الإيمان وحقائقه فيلقنه الإيمان بالله ، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره .
كما يعلمهم أركان الإسلام الخمس ، ومستلزماتها فيحفظهم الشهادتين ، وإقام الصلاة ببيان ما تشتمل عليه من أعمال العبادة من ذكر واستغفار ودعاء وتلاوة القرآن ، وإيتاء الزكاة ومحاسنها ببيان وجوب مساعدة المسلمين بعضهم لبعض .
وصوم رمضان وما فيه من تدريب عملي على كف الشهوات، وتربية الإرادة على الصبر ، وحج بيت الله الحرام وما فيه من تجرد وانخلاع عن الدنيا.
إن الأسرة التي تقوم بغرس العقيدة في نفوس أفراد ناشئتها لا شك أنها تملأ أوقات الفراغ لديهم بكل نافع ومفيد ، وبالتالي تجنبهم الوقوع في الانحراف ، وتبعدهم عن كل مظاهر العنف ، وتبني شخصياتهم على الخير والعمل الداؤب ، وبالتالي تحقق لهم الأمن في أنفسهم بتحقيق حاجاتهم الدينية والنفسية ، وهذا يدفعهم للشعور بحاجات المجتمع وقيمه بما يحقق له الأمن والاستقرار .
الأسرة وتحقيق الأمن الاقتصادي
تعتمد الأسرة في حياتها على عدد من المقومات الأساسية بما يمكنها من القيام بدورها كمؤسسة اجتماعية في تحقيق الأمن، لأن نجاحها يتوقف على تكامل هذه المقومات، ومنها تحقيق الأمن الاقتصادي .
4_ الاستثمارات ماديه ومشاريع تجارية
يقصد بالمشروع من الناحية الاقتصادية أي تنظيم يعمل على الإنتاج والمبادلة أو يرمي إلى تداول الأموال والخدمات بهدف الحصول على ربح.
والمشروع هو وحدة أقتصادية تجتمع فيها العناصر البشرية والمادية، والمشروعات أما أن تكون خاصة أو تعاونية أو عامة، فالمشروعات الخاصة هي التي تعمل على أساس المصلحة الشخصية، وتحقيق الربح لصاحب المشروع. والمشروعات العامة تستهدف القيام بخدمة المجتمع، وهي تشمل المشاريع التي تتولاها الهيئات والمؤسسات الحكومية ذات النفع العام كالماء والكهرباء وصيانة الطرق، وغيرها. وقد لا تغطي المشروعات العامة تكاليف ونفقات أنتاجها. أما المشروعات التعاونية فيراد بها خدمة أعضائها الذين ساهموا في تكوين هذه الجمعيات التعاونية، فيما بينهم، والقصد منها ألغاء دور الوسيط سواء في الشراء أو التسويق. ويفترق المشروع عن المنشأة (Establishment)، في أن المشروع قد يكون مكونا من عدة منشآت.
فالمشروع هو الوحدة الاقتصادية التي تنظم عناصر الإنتاج والمنشأة جزء منه. ولقد عرف هيرسون1992 المشروع بأنه " أى سلسة من الانشطة أو المهام التي لها اهداف محددة وله بداية ونهاية محددتان وله تمويل محدد ويستعمل المصادر المختلفة من اموال ووقت ومعدات "
5_ التدريب
إن للدورات التدريبية أهمية كبيرة لما لها من ثقافة علمية وتبادل خبرات للموظف الحكومي ، ففيها التقاء بالمدربين ذوي الكفاءة العالية و الاستفادة منهم وكذلك الإلتقاء بموظفي القطاعات الحكومية الأخرى و الاستفادة من تجاربهم و التعرف عليهم .
وتسهم الدورات التدريبية على تجديد الحياة العملية المعتادة وتطوير مهارة الموظف بأفكار جديدة تساعد على إنجاز أعماله بأكثر سرعة وكفاءة ودقة وسهولة ، كما ترتقي بمستوى أداء الموظف في كيفية التعامل مع زملائه في العمل والجمهور المستفيد من خدمات القطاع الحكومي الذي يعمل به بأكثر لباقة وذلك مما يعود عليه وعلى القطاع الذي يعمل به و الجمهور المتعامل معه بالثقة المتبادلة
تعليق :
من خلال انظمامي الى دورات متنوعة في مجال عملي والتي احرص على الحصول عليها كلما سنحت فرصة للدورات اجد انه ماذكر اعلاه صحيحا جدا خاصة اذا كان مضمون الدورة مفيد لي على الصعيد الخاص او العملي خاصة انها دورات قصيرة غالبا يومين الى خمسة ايام لن تؤثر كثيرا على سير العمل ولكنها بالتأكيد لها تأثير ايجابي وايضا تقدم في نهاية الدورة او ورشة العمل شهادة حضور توضع في ملف الموظف وهذا يساعده في التققيم او ان رغب في النقل تغيير مجال عمله
ولكي يظل الموظفعلى دراية وعلم بمجريات التقنيات الحديثة، وإلى آخر ما توصل إليه العلم الحديث،والبحث العلمي، تلجأ الشركات والمؤسسات إلى إنشاء قسم مهامه متابعة وتطوير الموظفينوتلبية حاجاتهم الضرورية (تنمية الموارد البشرية) التي تسهل، وتسرع في تحقيقالإنجاز الجيد في العمل، ويكون ذلك من خلال البرامج التدريبية التي يحتاجها كل موظفحسب مجال عمله.
كما تسعى إلىتنمية مهاراتهم الإدارية، والفنية عن طريق إلحاقهم في دورات تدريبية أو محاضرات تعدداخل أو خارج الشركة أو المؤسسة من قبل مراكز ومعاهد تدريب متخصصة في ذلك. وهذهالدورات والمحاضرات تعد سنوياً في جدول زمني (الخطة السنوية للمؤسسة)، وتضع لهاميزانية خاصة.
إن التدريب المستمر للموظف يجعله دائم الاتصال فيما يحدث في العالم لكي يسعى لمواكبة التطورات العلمية في شتى المجالات التي تهمه، وتساعده في تطوير نفسه في الحقل الذي يعمل فيه فعدم العلم بهذه الأمور قد يجعلنا في صفوف الجهلة في يوم من الأيام. يقول الإمام علي كرم الله وجهه(الناس أعداءُ ما جهِلوا)).
إن ما يحزن هو أن ترى الكثير من الشركات والمؤسسات تهتم بشكل كبير فقط على الجانب العملي (المهني) حيث تقوم بإرسال الموظفين في دورات فنية حسب مجال عملهم، فتقوي فيهم هذا الجانب وتنسى جوانب أخرى لا تقل أهمية وهي الجانب النفسي والذهني والجسدي. فالمنتج يعتمد على ثلاثة عوامل هي: الوقت والمال والجودة، فالوقت هو فترة دوام الموظف والمال تدفعه جهة العمل والجودة تتوقف على أداء الموظف.
6_ قراءة كتاب او مؤلف او كتابة
إذا نظرنا إلى واقعنا اليوم نجد كثيراً من الشعوب متميزة ومتقدمة في عدة مجالات حيوية، فيتساءل البعض منا لماذا هذه الدولة تصنع طائرات وسيارات، ويسألك البعض الآخر عن سبب استيراد الكم الهائل من الهواتف والحواسيب من تلك الدولة المعروفة بتلك الصناعات؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهان البعض فتأتي الإجابات غير شافية في حين يعتبر البعض أن الدول المصنعة تملك موارد ضخمة أو ربما يملك شخص رأسمال لا يمثل الدولة.
من هنا تأتي الإجابة واضحة، وهي أهمية القراءة والتعلم. فالدول الاقتصادية والمتقدمة لم تصل إلى هذه المرحلة إلا عن طريق العلم والتعلم وبذل الجهد. فالقراءة تعتبر من أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها كل فرد في المجتمع، وهي وسيلة من وسائل التواصل التي لا يمكن الاستغناء عنها في كل الأحوال، ومن خلالها يشغل الإنسان وقته ويتعرف إلى ثقافات مختلفة.
فالكتابة أيضاً أصبحت من ضروريات الحياة، وقد شبهها المثقفون بأنها أداة أو سلاح يصعب أن يمتلكه الشخص العادي، وكما قيل: خير جليس في الزمان كتاب، وذلك لأهمية القراءة والتعلم. ولا يشترط أن يملك الإنسان مكتبة خاصة ليدرس ويتعلم منها ففي عصرنا هذا توفرت كل وسائل الاتصال من إنترنت وأشياء مساعدة للقراءة .. فقط فلنبدأ جميعاً بالتعلم بإرادة قوية، ولا تشغلنا مشاهدة التلفاز ولا الانشغال بأشياء أخرى.
لابد لنا من الاطلاع والتعلم لصنع مجد جديد يعتز به العالم .. فربما في المستقبل القريب تصبح أنت عالماً ينفع الناس بعلمه وثقافته، وهو يصير طبيباً أو صحافياً يشار إليه بالبنان وذلك بفضل القراءة والتعلم.
7_ الرياضة
لقد تم إثبات أن اللياقة البدنية تساعدك في التكيف مع التوتر، وبتجاهل تلك التمرينات، قد يؤدي التوتر الشديد إلى القلق والشد العضلي وارتفاع ضغط الدم وضعف المناعة، وستساعدك التمارين الرياضية غير التنافسية في مواجهة كل ما سبق، بالإضافة إلى أنها ستقوي من جهاز المناعة عندك مما يجعلك أكثر قدرة على الاستشفاء من الأمراض. من خلال إطلاق هرمون الإندروفين في الجسد، وستساعدك التمارين الرياضية على الشعور بأنك بصحة بدنية جيدة، الأمر الذي تم إثبات أنه يساعد في مقاومة القلق والاكتئاب.
كما تساعد حمية اللياقة البدنية في الحصول على قسط أفضل من النوم، مما يمتلك بدروه تأثيرًا مفيدًا على كل من القدرة الإنتاجية ومراحل التوتر، بالإضافة إلى كل ذلك، هناك تأثير نفسي حيث إن اللياقة البدنية والنشاط يزيدان من الاعتزاز بالنفس، ويمكنهما أيضا بناء الثقة بالنفس
8_ الاستجمام وترويح للنفس
على الرغم من أن الإسلام أكد على الوقت وأهميته إلى أنه لم ينسى حاجات الإنسان إلى الراحة والاستجمام والترويح عن النفس
لَقِيَ أبو بكرٍ رضي الله عنه حنظلةَ الأُسيدي فقال لـه: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكِّرُنا بالنار والجنة حتى كأنّا رأى عين، فإذا خرجنا من عندِ رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسْنا الأزواجَ والأولادَ والضّيعاتِ فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا. قال حنظلة: فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلتُ: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ قال حنظلة قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرُنا
بالنار والجنة حتى كأنّا رأى عين ،فإذا خرجنا من عندك عافسْنا الأزواجَ والأولادَ والضيعاتِ . نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذِّكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعةً وساعة. ثلاث مرات. رواه مسلم .
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 77]
ومن أهمية الإستجمام معرفة أن في هذا الدين فسحة قالت عائشة: وكان يومَ عيدٍ يلعبُ السودانُ بالدَّرَقِ والحِرابِ، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال: تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه خـدِّي على خَـدِّهِ متفق عليه.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: (ولقد رأيت الإنسان قد حُمّل من التكاليف أمورًا صعبة، ومن أثقل ما حُمّل مداراة النفس وتكليفها الصبر عما تحب وعلى ما تكره، فرأيت الصواب قطع طريق الصبر بالتسلية والتلطف للنفس).
9_ العمل المراد انجازه
إن الكسب بقدر الكفاية لنفسه وعياله، وقضاء دينه، ونفقةِ من يجبُ عليه نفقتُه؛ فرضٌ من الفروض.
ولا يجوز للقوي القادر أن يجلس، أو يسأل الناس، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ"[رواه أبو داود وصححه الألباني].
ثم إن الإنفاق على العيال أفضل الإنفاق على الإطلاق؛ فعَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ" قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: "
لقد سمى فقهاؤنا -رحمهم الله- حاجاتِ الأمةِ من الأعمال والصنائع والحرف فروضَ كفايات، وهي تشمل حراسة الأمن، ودواوين القضاء، وإجادة الأعمال، وامتهانَ الحرف، وكلَّ ما فيه عمران الأمة؛ صنوف متعددة لا يحسنها كلُ أحد، ولا يقوى عليها كلُ أحد، ولكن يحتاج إليها كلُ أحد، إنما هي مواهب وقدرات، وهمم متفاوتة، قسمها الله بين خلقه، ليتخذ بعضُهم بعضاً سخريا.
لا بد من ارتفاع الهممِ، ونفضِ غبارِ الكسل، وإنك لا تكاد ترى سبباً لأنواع البطالات المكشوفة والمقنعة إلا سقوطَ الهمة، وفتورَ العزيمة، فالرجل إنما يترك الجد في طلب العمل، ويتهاونُ في السعي من أجل الرزق، حين تنحطُ همته، وتصغرُ نفسه، أما من شمَّر عن الساعدِ وضرب في الأرضِ ابتغاء فضل الله، فطرق الأبواب، وسلك المسالكَ، واستسهل كلَ صعب من أجل معالي الأمور، فهو الجدير بالحياة الكريمة، تأسياً بعظماء الرجال؛ حتى قال ابن الجوزي -رحمه الله-:
فينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه، فلو كان يُتصور للآدمي صعودُ السموات لرأيتُ من أقبح النقائص رضاه بالأرض، ولو كانت النبوة تحصلُ بالاجتهاد رأيتُ المقصرَ في تحصيلها في حضيض، غير أنه إذا لم يمكن ذلك فينبغي أن يطلب الممكن، والسيرة الجميلة عند الحكماء خروجُ النفس إلى غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل، أسأل الله -تعالى- بمنه وكرمه أن يوفقَ شباب أمتنا للخير، وأن يجعلهم ممن يعمر الأرض حق العمارة؛ إنه جواد كريم.