عمان– تؤكد ريما حسن، التي أصيبت بالشلل وهي طفلة جراء خطأ طبي، أن من يصاب بإعاقة حركية أو يولد وهي معه، يشعر بالخوف الشديد والقلق والاكتئاب بمجرد أن يعي ويدرك كل ما حوله، ويحس بأنه مختلف عن غيره من الأفراد، ما يجعله يقلل من تقديره لذاته، وبالتالي يقف عاجزا عن التعامل مع المواقف الاجتماعية التي تحتاج الى التنافس والتميز. والدة ريما تؤكد أن ذا الإعاقة الحركية يمكن أن يشعر بعقدة النقص، كونه يتعرض للكثير من المواقف التي تشعره بالحزن والعجز والفشل، كما أن السلوك الصادر عن هذه الفئة، أحيانا لا يكون مفهوما نهائيا، وغالبا ما يكون مبهما.وتقر أن ابنتها عندما كبرت واستوعبت اختلافها عن أقرانها، بدأت تكره ذاتها، وتشعر بالنقص، والحقد على الظروف.ويرى خبراء أن ذوي الإعاقة الحركية يتولد لديهم شعور بالنقص الزائد، الذي يغير من حياتهم كثيرا، كما ويشعرهم بالعجز والاستسلام وعدم الشعور بالأمن والاطمئنان واستخدام الحيل الدفاعية بصورة مرضية.الثلاثيني خالد مصطفى، الذي تعرض لحادث في صغره، أدى إلى كسور وانزلاقات في فقرات الظهر وقدمه اليمين، جعلته ينحني عند المشي، خضع للكثير من العلاجات الطبيعية والعملية، يقر بأن هذه الحالة جعلته يشعر بالكثير من النقص تجاه أصدقائه وأقاربه، مضيفا "وحتى أمام ذاتي خصوصا أنني كنت صغيرا حينها".اختصاصي علم النفس د. محمد الحباشنة، يؤكد أن الشخص ذا الإعاقة الحركية عندما يكتشف أنه مختلف يبدأ بكره ذاته، وخصوصا أن عيون الناس وتفكيرها لا يرحم، رائيا أن المجتمع الأردني رغم تطوره وطريقته الحضارية في التفكير، ما يزال ينظر إلى ذي الإعاقة بأنه إنسان عاجز، لا يمكن غض الطرف عنه.وبرأي الحباشنة أي شخص عندما يشعر بأنه يعاني من النقص، تكون ردة فعله انكسارية وضعيفة أو عدوانية، وهو نوع من الرد والدفاع عن نقصه وضعفه.وتذهب ريما إلى أنه ولولا اهتمام والدتها الزائد بها، لأذت نفسها، فقد كانت تفكر بالانتحار، وأحيانا بالعدوان على الآخرين، ومحاولة إثبات الذات، وكل ما ذكر كان يعوق عمليات التكيف بينها وبين بيئتها.اختصاصية التربية الخاصة ريم الجمل، ترى بأن هناك اضطرابات نفسية سلبية يعيشها ذو الإعاقة الحركية، ما يجعله بالفعل شخصا سلبيا؛ فمنهم من يستسلم؛ ومنهم من يشعر بالضعف والاستسلام، مع رغبة انسحابية شبه دائمة وسلوك سلبي اعتمادي، ومنهم من يستخدم أسلوب الإسراف في الدفاع حيث يميل إلى السلوك العدواني.وذوو الإعاقة الحركية، وفق الجمل، قد يستخدمون الحيل الدفاعية، بصورة أكبر من غيره من البشر، موضحة "ربما لأن الظروف المحيطة به تدفعه رغما عنه لاستخدام هذه الحيل أحيانا".ويتفق كل من الحباشنة والجمل، بأن التأهيل النفسي لذوي الإعاقة الحركية، جانب من جوانب عملية التأهيل الشاملة، التي تتضمن التأهيل الطبي والتأهيل الأسري والاجتماعي والمهني.يوضح الحباشنة بأن وجه الاختلاف بين ذوي الإعاقة الحركية يكون بالتأهيل النفسي، فيجب التعامل مع هؤلاء مباشرة ومن دون وسيط، موضحا "هذا الإنسان مريض، ومرضه ليس كأي مرض، إنه معوق حركيا، والإعاقة الحركية لها عدة صور تتنوع ما بين البسيط والشديد، فقد تكون شللا في ساق أو قدم، وقد تكون شللا رباعيا أقعد الفرد عن الحركة تماما، ففي ذلك تكون قد منعته الحركة وفرضت عليه قيودا رهيبة ذات أثر نفسي شديد".والتأهيل النفسي، بحسب الجمل، يتباين باختلاف درجة الإعاقة الحركية ووقت حدوثها،" فهناك تأهيل لذوي الإعاقة حركية، ولدوا والإعاقة تلازمهم العمر كله، عاشوا معها وعاشت معهم، يراقبون أقرانهم منذ صغرهم، وهم يمرحون يتنقلون هنا وهناك، وهؤلاء لا حراك، وإن تحركوا فهناك قيود" وفقا لرأيها.وتذهب إلى أن تأهيل ذوي الإعاقة الحركية يكون أصعب، لمن أصيبوا بهذه الإعاقة وهم كبار؛ لأنهم كانوا أسوياء، ضربوا الأرض بأرجلهم وفجأة ضربهم المرض فأعاق حركتهم.