( مؤخرا اصبحنا نقرأ بهلع كبير عن ظاهرة بدأت تتفاقم ألا وهي استخدام الاسلحة البيضاء من قبل مجموعة من الشباب لا يتجاوز اعمارهم عن 25 سنه فما دون
وهذه الظاهرة وان كانت محدودة الا انها اضحت تمثل قلقا في كثير من الاسر المواطنة , كيف لا وهي تقرا عن وقوع خلافات شبابية تؤدي في نهايته الى حدوث تشابك بهذه الاسلحة البيضاء المختلفة والتي لم تخطر لنا ببال منذ سنين مضت , كان بالأمس القريب نأمن على ابناءنا في الطرقات وبين الاحياء دون رقابة كبيرة , كان الابن غالبا ما يخرج من منزله الى مدرسته ثم يعود للبيت ليرتاح من عناء نهاره ليعود لاستذكار دروسه , وقد يكون له اصحاب في سنه يذهب معهم في اجازة الخميس والجمعة الى بعض اماكن الترفيه او اللعب بالكورة امام المنزل او الحي .
اليوم تغير بنا الحال اصبحنا نخاف على ابناءنا من انفسنا في حالة اهمالهم , اصبحنا نسمع ونرى امورا لم تكن من قبل , اعتداءات بالضرب المبرح , القتل بالسكاكين والسواطير , استعمال الاسلحة والهجوم داخل البيوت اجباريا , الترصد العمد لبعض الاشخاص ولأسباب انتقامية او كراهية لهذه الشخصية تدفعهم لفعل ما هو مستهجن وممنوع , حوادث العنف بين المراهقين في المدارس , الغريب انهم يفعلون ذلك بعدم خوف من اي عقوبات تلحق بهم او يفعلونها بدم بارد ولا ضمير لديهم فما هي اسباب هذه الظاهرة:
برأيي اعتقد ان هنالك عوامل كثيرة سارعت لنمو هذه الظاهرة ,تتداخل هذه العوامل لتشكيل هذه الظاهرة ,كالعامل الاجتماعي ( التنشئة الاسرية ) والعامل الاقتصادي من حيث الفقر والبطالة والعامل الثقافي من حيث تداخل الثقافات المختلفة من بيئات اخرى دخيلة على افكارنا وعاداتنا , والعامل الديني من حيث قلة العلم بالدين والبعد عن تعاليمه الواضحة , وعدم الوعي والانحدار الفكري من حيث التعليم .
شباب متسكعون لا هدف لهم بالحياة غير الحصول على احتياجاتهم من غير تعب او عمل بطرق غير مشروعة ولا قانونية يستعملون ادوات غير مصرحة
كاستخدام السلاح الأبيض بما في ذلك السكين، والساطور، والسلاسل، والسيوف، والقفازات الحديدية، لافتة إلى أن هؤلاء يميلون إلى حمل هذا النوع من السلاح واستخدامه في الاشتباكات التي تحدث بينهم، وخصوصا في المدارس والأحياء.
مراهقين في المدارس يحملون في فكرهم عنف وتخريب وقد يكون من اسبابها المباشرة تأثير وسائل الاعلام كأفلام العنف والجريمة والتقليد الاعمى لهؤلاء , وتأثير اصدقاء السوء في غياب الرقابة الاسرية , وعدم وعي الشباب بخطورة استخدام هذه الاسلحة .
ولعلاج هذه الظاهرة :
أطلقت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، حملة موسعة لتوعية طلبة المدارس والشباب بخطورة استخدام السلاح الأبيض، وتوعية أولياء الأمور بمراقبة أبنائهم ومعرفة أصدقائهم، وتوعية أفراد المجتمع، وخاصة الشباب، بالعقوبات والمسائل القانونية المترتبة على حمل السلاح الأبيض، والعمل بكل الوسائل للتقليل من جرائمه، كما كثفت مديرية شرطة المنطقة الغربية استعداداتها لتنفيذ برنامج مكثف للتوعية الأمنية للجمهور، يركز على تسليط الضوء على مخاطر الأسلحة البيضاء واستخداماتها الخاطئة. الأمر نفسه نجده في إمارة عجمان، وباقي الإمارات الأخرى، حيث استهدفت التوعية طلاب مدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي بشكل خاص، نظراً لطبيعتهم العمرية.
كما وانه يجب علي المسؤولين التكاتف من اجل القضاء على هذه الظاهرة من حيث التوعية , القضاء على البطالة من حيث توفير فرص العمل لمن لا عمل لهم سوى البلطجة والتسكع , استغلال فئة الشباب للعطاء وشغلهم بهوايات مفيدة حيث يتم تقليل نسبة الفراغ لديهم فكما يقول المثل الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك .