ما إن يولد الطِّفل وبعد طول انتظار يبدأ الأهل برحلة البحث عن اسمٍ للطفل، ولا يزال العديد من الأهالي في مجتمعنا يختارون اسم المولود الجديد حسب أسماء الأجداد أو العائلة والذي غالبًا ما يكون قديمًا وغير عصري أو يحمل معنىً غير جميل، ممّا يؤدي إلى عدم حب الطفل لاسمه وشعوره بالحرج لاحقًا عندما يدخل المدرسة،
فللاسم تأثيرٌ كبير على حياة صاحبه وشخصيته، فإما أن يؤثر بشكلٍ سلبي أو أن يكون تأثيره إيجابيًّا على حياته، وفي منتصف القرن الماضي لفت انتباه علماء الفلك والمرشدين النفسيين كيف أنَّ الاسم يؤثر على صاحبه، وعلى الطريقة التي يتصرف بها مع الناس في سلوكهم بشكلٍ عام، والجانب الأكثر أهميةً لتأثير الاسم على الشّخص هو تأثيره على مفهوم الذات على الشخص وعلى تصرفاته وطباعه،
وقد تؤثّر أيضًا على صحّته ومستقبله ومهنته وميوله الدراسي أيضًا، فكثيرًا ما يقال أنَّ طاقة الجسم وراء الكثير من الأحداث في حياة الناس بشكلٍ عام، وقد تم نشر الكثير من المقالات في المجلات العلمية عن هذا الموضوع، وفي هذا المقال سنتطرق للحديث عن الأسماء وتأثيرها على أصحابها. حسب عدة مقالات نُشرت عن أطباء نفسيين فإنَّ هناك تأثيرًا نفسيًّا كبيرًا للأسماء على أصحابها، فمن الممكن أن يؤثّر الاسم سلبًا على سلوك الشَّخص حيث يشعر بالانزعاج والخجل من اسمه أو معنى اسمه، ممّا يتسبّب في عقدةٍ نفسيةٍ مزمنةٍ لدى الشخص مدى حياته، فمثلًا الأطفال أصحاب الأسماء القبيحة أو القدمية أو الثقيلة لفظًا يلاقون الاستهزاء أو السّخرية من الآخرين، ممّا يؤدي ذلك إلى التسبب بعقدةٍ نفسية ومن الممكن أن تبقى طول عمر الشّخص إذا كان لم يحبّ اسمه ولم يتأقلم معه، أمّا عن علاقة سير حياة الشخص باسمه فقد قال العلماء النفسيون أنَّ الاسم ما هو إلا سببٌ مستقل من الأسباب المؤثرة في حياة الأشخاص، وسبب تدخل الاسم بأمور الحياة بشكلٍ عام هو أنَّ تكرار اسم الشخص على مسامعه يؤثر على الشخص ونفسيته بشكلٍ كبير، فإذا كان الاسم والمعنى سيّئ فسيترك الأثر السيِّئ، أما لوكان اسمًا جميلًا وله معنىً جميل فسيترك الأثر الجميل في النَّفس،
وقد تؤثّر الأسماء على صحة الشّخص، فأحيانًا يسمّى الطفل باسمٍ معين مع جهلٍ بمعناه، مما يؤثر على الطفل ويجلب له الحظ السيّئ والمرض الذي يلازم الشخص في حياته، ومنذ القدم كانوا عندما يمرض الطفل كثيرًا أو إن أصابه مرض ولم يشفَ منه يقوم كبار السن والحكماء بتغيير اسم الطفل، وفي الغالب يلاقي الشخص تغيرًا وتحسنًا في حياته وفي صحته.
ولا عجب بان نبي الرحمة عليه افضل الصلاة والسلام كان يامر أصحابه باختيار الأسماء الجيدة التي تدعو للتفائل والقيم والشجاعة وكان يغير الأسماء التي لا تناسب الى أسماء افضل واعمق فقد غير اسم احد الصحابة من صعب الى سهل الخ .