تعريف فقر الدّم يعرف فقر الدّم بمفهومه المبسّط، بأنّه عدم وجود عدد كافٍ من كريات الدم الحمراء الصحيّة اللازمة لنقل الكميّة المطلوبة من الأكسجين التي تحتاجها خلايا الجسم، حيث إنّ هذه المهمّة هي المهمّة الرئيسيّة للهيموغلوبين والذي هو المكوّن الرئيسي لكريّات الدّم الحمراء، إذ يتكوّن الهيموغلوبين بشكل أساسي من عنصر الحديد، الذي يقوم بالارتباط بعنصر الأكسجين ونقله من الرئة إلى أجزاء الجسم كافة؛ لذلك فإنّ نقص عنصر الحديد من الدّم عن الحد الطبيعي - لأسباب كثيرة- سوف يؤدّي بشكل مباشر إلى نقص الهيموغلوبين، مؤدياً إلى مشكلة فقر الدّم، مسبّباً الأعراض التي يواجهها مرضى فقر الدم.[١] فقر الدم بعوز الحديد يعتبر هذا النوع من فقر الدم الأكثر شيوعاً،[٢] حيث إنّ نقص الحديد هو الأكثر شيوعاً بين جميع حالات نقص العناصر الغذائيّة، ويعاني منه حوالي 1.2 بليون شخص، ومن المجموعات الأكثر عرضة للإصابة به الأطفال في عمر ما قبل المدرسة والنّساء الحوامل، حيث يصاب بنقصه حوالي نصف هذه المجموعات،[٣] ويعتبر الشّخص مصاباً بفقر الدم بعوز الحديد عندما ينخفض مستوى الحديد في جسمه إلى حدّ يقلل من مستوى الهيموجلوبين في الدّم، والذي يحتاج إلى الحديد لتكوينه،[٤] وتشمل أسباب فقر الدم بعوز الحديد ما يأتي:[٢] • عدم الحصول على كميّات كافية من الحديد من الحمية الغذائيّة، وخاصة في الأطفال والمراهقين والنباتيّين. • ارتفاع احتياجات الجسم اليوميّة من الحديد، مما يؤدي إلى استهلاك مخزون الجسم منه، كما يحدث في حالات الحمل والرّضاعة. • الحيض، وخاصة في حالات غزارته. • فقدان الدّم بالنّزيف أو القرحة أو غيرها من مشاكل الجهاز الهضميّ. • تكرار التّبرع بالدّم. • ممارسة التّمارين الرياضيّة (الأيروبيك) بكثرة. • بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل مرض كرون، أو إزالة جزء من المعدة أو الأمعاء الدّقيقة بالجراحة. • بعض الأدوية والأغذية والمشروبات المحتوية على الكافيين. يتم علاج هذا النّوع من فقر الدم عن طريق زيادة تناول الحديد، بتناول مكمّلاته الغذائيّة وزيادة تناول مصادره الغذائيّة، بالإضافة إلى علاج المُسبّب، مثل حالات خسارة الدّم بأي طريقة عدا الحيض، والتي يتطلّب علاجها الجراحة أحياناً، وتشمل المصادر الغذائيّة الغنيّة بالحديد اللّحوم الحمراء، والأسماك، والأسماك القشريّة، والدّواجن، والبيض، والبقوليّات، والحبوب الكاملة والحبوب المُدعّمة بالحديد مثل حبوب الإفطار المُدعّمة بالحديد والخبز المُدعّم، وتليها الفواكه المجففة والخضروات الخضراء مثل البروكلي. يجب الأخذ بعين الاعتبار إمكانيّة الاستعانة ببعض العوامل الغذائيّة التي ترفع من امتصاص الحديد لتسريع عمليّة العلاج عن طريق تناولها في نفس الوجبات مع مصادر الحديد، حيث توفّر المصادر الحيوانيّة الحديد الهيمي العالي الامتصاص، بالإضافة إلى أنها تحتوي على عامل يُحسّن من امتصاص الحديد غير الهيمي الموجود في المصادر الحيوانيّة والنباتيّة، كما يعمل فيتامين ج على زيادة امتصاص الحديد غير الهيمي، بالإضافة إلى بعض السكّريات والأحماض التي ترفع أيضاً من امتصاصه.[٣]